اخبار السودان

معادلة الفلول: مطالبة بتدمير الجسور واستنكار تدميرها!!

د. مرتضى الغالي

أكبر مفارقة يمكن أن تدخل في باب (المخازي العالمية) هي حكاية الفلول عن قصف وتدمير الجسور..! الفلول يصيحون ليل نهار عبر الخطب والمنابر ومن خلال مخرجات السوشيال ميديا من لايفات وتسجيلات ورسائل صوتية: دمروا جسر شمبات..اقصفوا مصفاة البترول أهدموا كبري جبل أولياء..! وذلك بحجة أن الدعم السريع يتسلل عبرها وينتفع منها..ثم أضافوا إليها (زاوية الشيخ سيّرو)..! وعندما يتم القصف والتدمير في اليوم التالي (استجابة لمطالبهم) إذا بهم يصيحون: ألحقوا..لقد قامت المليشيات المتمرّدة بتدمير الجسور..!!
ومعنى هذا إن الفلول يأمرون بنسف الجسور وقوات الدعم السريع تقوم بتلبية طلباتهم..! ألا أنها لأفجر حرب أشرقت عليها شمس الدنيا واظلم فيها نور الحقيقة وضاع فيها الضمير وشرف الكلمة..وبلغت فيها الجهالة والسفالة مبلغاً يجعل الكفرة الفجرة في دهشة لهذا الدرك السحيق من الوحشية والتلاعب..ومن غشاوة الغباء الذي يفترض البلاهة في الآخرين إلى حد تصديق مثل هذه الأكاذيب العارية الساقطة.. !

لعنة الله على هذه الحرب القذرة..لعن الله فاعليها والمحرّضين عليها والمروّجين لها والمنغمسين فيها والمشاركين في طرفيها والناعقين باستمرارها من لابسي الخيش أو (سارقي بذة الجيش)..ولعن معهم بعض أصحاب ربطات العنق المزركشة )من ذوي الأشداق المعووجة( داخل الوطن وخارجه..دع عنك (المستأجرين بالقطعة) من رجرجة القنوات..ودع عنك (واعظ البسفور) ساكن اسطنبول الذي هرب بخمسة مليون دولار واخذ يستضيف في قناة الخبث والخبائث أصحاب الدقون (الخايبة العايبة) التي طالما استهجنتها شاعرات بادية السودان وطالما سخرن من حامليها بغير استحقاق..!

لا..لا ليس الغباء وجده…بل إنها الملهاة التي جعلت من أشخاص رمزهم وقائدهم شخص مثل البرهان..ذلك الرجل الذي ليس له في موازين الدنيا ما يجعله مسؤولاً ولو عن (طابونة بلدية) فيتم على يديه تدمير هذا الوطن الكبير وتشريد أهله في الفيافي والقفار وتحطيم بنيانه وطمس معالمه..!

كان اعتقاد كثيرين بأن ليس من المنظور أن يمر على تاريخ الوطن وتاريخ البشرية من الذين يضمرون الشر لأوطانهم شخص يضارع (المخلوع) أو ينافس شيخهم الكبير الذي علمهم السحر..! فإذا بثالثة الأثافي هذا يجلس على ذات المقعد وينجح في تدمير السودان بأكثر من أحلام ونوازع رفيقيه..!! إن هذا الغصن من ذاك الجذع (لا بارك الله في جذعٍ وفي غصنٍ)..!

وبالمناسبة البرهان ليس ديكتاتوراً…الديكتاتور يحتاج إلى مواصفات لا يملكها هذا الرجل..!!
يا لله من سوء طالع السودان منذ اطل عليه هؤلاء القوم وهم يحملون في صدورهم كل هذا الغل والحقد على الوطن…والكراهية لكل ما هو حق وخير وجمال..ونزاهة واستقامة…!

هذا هو كتاب الفلول..فلا تستعجب يا صديقي مما تسمعه من إبراهيم جبريل ومن أردول ومن مناوي كل صباح..فهم يرسمون مواقفهم من الوطن (حسب اتجاهات البورصة المالية)..! ولا تصغي للمجرمين الفارين من السجون أو الهاربين إلى تركيا..هذه هي التربية الاخونجية (على سن ورمح)..وجميعهم من الذين (يرفعون الضغط) ويهبطون بسعر العملة..!

هذا هو كتاب الفلول صفحة إثر صفحة وكلها في لون (سجم الدواك الأسود)..ولا تنتظر أي خير من مثل هذا الجثث التي تصيح وتعوي ومعها أبواقها الإعلامية..وها انتم ترونهم كل يوم في الأسافير ولا شك أنكم سمعتم فيديو الضلال الذي أطلقه من جماعتهم (صاحب الصلعة اللامعة المُعطرة) وهو يؤكد أن قومه الفلول لن يتراجعوا عن تدمير الخرطوم حجراً على حجر من أجل إعلان انتصارهم على المليشيا التي صنعوها بأيديهم…!
بالله عليك..هل بلغت خفة البرهان وانقلابه وفلوله إلى درجة أن أي مأفون على قارعة الطريق يمكن أن يملي عليهم أوامر بالعمليات العسكرية وأهداف القصف…؟!

هل وصل الحال إلى الاستجابة لرغبة يعسوب (في وزن الريشة) طالب على الهواء بقصف (زاوية دينية) وسط الأحياء المأهولة..؟! الله لا كسّبكم..!

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *