اخبار المغرب

ظاهرة “مقرفة”

لازالت ظاهرة الاعتماد على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية المغربية التي انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة (لازالت) تخلق جدلا واسعا بين أبناء المجال الفني والجمهور حيث انقسمت الآراء بين مرحب ومنتقد بشدة لها.

وأعادت الإنتاجات الرمضانية التي استعانت بشكل كبير بالمؤثرين الحديث حول كفاءتهم للواجهة، حيث صب العديد من المختصيين في المجال الفني جام غضبهم على المنتجين والمخرجين الذين باتوا يعتمدون عليهم على حساب خريجي المعاهد الذين تلقو تكوينا أكاديميا.

وفي هذا الصدد، عبرت الفنانة سناء عكرود في تدوينة عبر حسابها على “انستغرام” عنونتها بـ “من سيحميني ومن سيحمي المهنة؟” عن غضبها من المتطفلين على المجال الفني.

وقالت عكرود: “من سيحمي ممارس المهنة الذي درس وكد واجتهد ورهن حياته وماضيه وحاضره وأحلامه وآماله من أجل مهنة أصبحت مهنة الجميع دون حسيب و لا رقيب؟ من سيحمي الممثل المكون أكاديميا والذي يعيش على مداخيل هذه المهنة التي رهن حياته لها فاختار أن يدرسها ويتمكن من آلياتها وميكانيزماتها ليُزاولها باحترافية واحترام وتهيب كما يزاول الطبيب والمهندس والمحامي والنجار مهنهم المحترمة”.

وأضافت: “من سيحمي هذا الممثل المحترف من الاجتياح العشوائي غير المقنن لما يسمونهم مؤثرون أو انستغراميون أو مغنون أو كائنات باستدارات سخية أعيد صنعها وتشكيلها وتدويرها ووضعها في واجهة عرض تثير شهية المضاربين، من سيحمي الممثل الحقيقي من الكائنات الوصولية التي تمارس مهنا أخرى حقيقية كما يقولون ويأتون ليزاحموا الممثل في شغفه ولقمة عيشه فيقبلون بأبخس الأجور فقط من أجل الظهور، فيخربون في طريقهم مهنة بأسرها”.

من جهته، استغرب الناقد الفني فؤاد زويريق، من اقحام المؤثرين في الأعمال الفنية المغربية خلال السنوات الأخيرة، معتبرا أنها ظاهرة “مقرفة” تصيب فن التشخيص بالمغرب في مقتل، بسبب “بؤس تشخيصهم الذي يؤثر على العمل ككل”.

وحمل زويريق، مسؤولية مشاركة المؤثرين التي وصفها بـ”المرض المستفحل” للمنتجين، مشيرا إلى أن الفنانين الذين تخرجوا من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، بتكوين أكاديمي علمي واحترافي “يُصدمون في حياتهم العملية بواقع آخر بعيد عما تلقوه وعما كانوا يحلمون به، فيجدون أنفسهم كلاعبين محترفين في قسم الكبار، يُفرض عليهم اللعب في قسم الهواة، فإما يرضون وينصهرون في هذا القسم، أو يتمردون ويعتزلون قبل بداية صافرة الحكم”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *