اخبار المغرب

“المنتوج المغربي حائز على المصداقية”.. مصدّرون يحذرون “أساجا” الكنارية

“خوف من المنتوج المغربي”؛ هكذا رد مصدّرون مغاربة على رابطة المزارعين ومربي الماشية في جزر الكناري (أساجا) التي أعربت عن رفضها تفعيل الربط البحري مع ميناء طرفاية المغربي، بذريعة أن “تأهيل هذا الخط يقلق المزارعين من أن يؤدي إلى دخول السلع الزراعية والحيوانية ذات المنشأ المغربي إلى الجزر على نطاق واسع، وبالتالي انتشار الآفات والأمراض، سواء في الصحة النباتية أو الوبائية، مما قد يؤدي إلى خسائر في الإنتاج المحلي، فضلاً عن تعريض الماشية للخطر”.

وادّعى التنظيم المهني بجزر الكناري أن “المغرب يعد مهدا لبعض الفيروسات، خصوصا تلك التي تصيب الطماطم، أو فيروس العثة الكاذبة في الرمان”، معتبرا أن “هذه الفيروسات تشكّل تهديدا خطيرا للقطاع الفلاحي في الجزر، من خلال التأثير على عشرات الأنواع من الأشجار ومحاصيل مختلفة مثل الأفوكادو، أو مزارع الكروم أو الزيتون أو الكاكي أو الرمان أو الفلفل أو الطماطم أو الباذنجان”، غير أن المصدّرين الذين تواصلت معهم هسبريس بهذا الخصوص يعتبرون أن “هذا التحامل على المنتوج المغربي لا يعكس سوى الخوف منه”.

“مجرد تشويش”

رياض أوحتيتا، مُصدّر خبير فلاحي، قال إن “اعتراض هذا التنظيم المهني مرتبط أساساً ببعض اللوبيات التي تشتغل في هذا القطاع، والتي تُحاول التأثير على القرارات المركزية، سواء داخل البرلمان المحلي أو المركزي في مدريد”، مسجلاً أن “هذا الأمر لا يمكن أبدا أن يؤثر على طبيعة العلاقات المغربية الإسبانية على المستوى الفلاحي والتجاري؛ ذلك أن صناع القرار في مدريد واعون بطبيعة هذا الضغط الذي تحاول هذه اللوبيات ممارسته”.

وأوضح المتحدث أن “هذه الدعوات مرتبطة أيضا بقواعد المنافسة الجديدة التي فرضها غزو المنتوجات الفلاحية المغربية للأسواق الإسبانية على المنتجين في هذه الدولة الأوروبية”، مسجلا أن “مهنيي هذا القطاع في إسبانيا وفي الحكومات الجهوية التابعة لها، من الطبيعي جدا على ضوء هذا المعطى أن يحاولوا التشكيك في جودة المادة الفلاحية القادمة من المغرب والضرب في سمعتها بما يحمي مصالحهم الاقتصادية، وهذا مجرد تشويش”.

ولفت المصدّر ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى أن “المعطى الثاني الذي يفسر بيان المهنيين الإسبان مرتبط بعدم قدرتهم على منافسة المغرب، إذ إن الموردين الإسبان كانوا قبل جائحة كورونا يستوردون المنتوجات الفلاحية من المغرب ويعيدون تغليفها ثم تصدريها من جديد إلى الأسواق الأوروبية الأخرى، غير أنهم أثناء هذه الجائحة لم تعد لهم السيولة الكافية لشراء هذه المنتجات من المغرب، حيث توجهت الدول التي كانت تستورد الخضر والفواكه المغربية عبر إسبانيا إلى التفاوض مباشرة مع الرباط وتخلت عن الوساطة الإسبانية”.

“مصداقية كبيرة”

لحسن أضرضور، رئيس جمعية منتجي ومصدري الخضر والفواكه في المغرب، قال إن “تفعيل الخط البحري سالف الذكر لا يشكل إغراء بالنسبة للمصدرين المغاربة إلى حكومة جهوية، لكونها حاليا خارج حساباتهم”، مشيرا إلى أن “اتهام المنتوجات المغربية بأنها حاملة للفيروسات والسموم، سواء كانت زراعية أو حيوانية، يبرز أن منتوجات الكناريين غير قادرة على المنافسة، لأن المنتوج الفلاحي الذي يخرج من المغرب يخضع لمراقبة الجهات المختصة وحائز على مصداقية دولية في أوروبا وأمريكا وغيرهما”.

وأوضح أضرضور، في تصريح لهسبريس، أن “الخوف المبكر لا قيمة له، ولكن العداء الذي لدى الكناريين تجاه المغرب لا حد له ويستعمل كل الوسائل المُمكنة للإساءة للمغرب، بينما الرّد الذي نواجههم به دائماً هو أن الميدان يبرز زيف المزاعم التي روجوها كل مرة عن منتوج معين، البطيخ والطماطم والرمان، إلخ”، مبرزا أن “هذا وضع لا يدل على حالة صحية عادية، لكون الاتهامات المجانية بدون أدلة لا تسيء سوى إلى الذي أطلقها”.

وخلص المتحدث إلى أن “أوروبا لها إنتاج محلي أيضا، ولكنها لم تتهم المغرب من قبل بأن منتوجاته سامة مثلما فعل هذا التنظيم، الذي غايته فقط الضغط على مدريد، وليس شيئا آخر”، خاتما بأن “التصدير خيار سيادي واستراتيجي، والسلطات المغربية لها الصلاحية في القيام بما يلزم في موضوع مماثل، غير أن ربط الخط بين طرفاية والجزر بالتصدير، خصوصا في القطاع الفلاحي، مسألة سابقة لأوانها وتبين أن هناك أشياء غير معلنة في بيان هذا التنظيم المهني”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *