اخر الاخبار

منح الخارج للمتفوقين.. ملف تحت النظر

أعاد الطلب الذي تقدم به المتفوق الأول في شهادة البكالوريا لدورة 2023 لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال حفل تكريم الناجحين الأوائل بإعطائه منحة نحو الخارج، ملف منح الخارج إلى الواجهة، وعلى رأسها المتفوقين في شهادة البكالوريا التي جمدت منذ أكثر من 10 سنوات؛ وعلى رأس أسباب ذلك هو تفضيل المستفيدين البقاء في هذه الدول بسبب البيئة العلمية والمادية التي ترضي تعطشهم العلمي وبناء مستقبل مضمون.

من خلال المعلومات التي استقتها “” من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول ملف المنح الذي توقف منذ سنوات طويلة، فإن السبب الرئيسي لوقف هذا الامتياز هو أن الأغلبية من المستفيدين يبقون في البلدان التي تكونوا بها بالنظر إلى المغريات التي يجدونها هناك.

أما إعادتها من جديد؛ فهو قرار لم يحدد له أي زمن واضح لحد الآن ولن يكون مثل السابق، وهو ما يدرس حاليا كإستراتيجية كاملة المعالم لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لأنه لم يعد مرتبطا برفع التجميد أو الإبقاء عليه، بقدر ما أصبح التوجه هو الفائدة التي يمكن أن تجنيها الجزائر بإرسال نخب نحو الخارج، والاستفادة من هذا الإرسال؛ لأنه في الأخير هناك ميزانيات ضخمة تصرف مقابل ذلك، ولهذا يجب أن تكون الفائدة على حسب الدفع.

فالمتفوق الأول في البكالوريا محمد الأمين قداش الذي شغل الرأي العام كتلميذ مكتمل التكوين يجمع بين الدين والعلم، ولأنه طموح وله شغف طلب العلم، تقدم بطلبه المتواضع إلى رئيس الجمهورية بإرساله إلى إحدى الجامعات الأمريكية بالنظر إلى تطور العلم بها. والمعلومات التي تحصلت عليها “” تفيد بأن وزارة التعليم العالي سعت إلى ذلك تنفيذا لأوامر الرئيس، إلا أن مساعيها فشلت في تسجيله بالجامعة المطلوبة بالنظر إلى الشروط المطلوبة، والعمل جاري لتسجيله في إحدى الجامعات الأخرى التي تضمن تكوينا مماثلا، مع العلم أن التلميذ النجيب تعهد للرئيس بالعودة لخدمة الوطن ولن يغادره، لأنه يعرف أن وقف تقديم المنح سببه الرئيسي هو هجرة أدمغتنا إلى ما وراء البحار، ومن ثمة الخسارة المحتملة لدولة صرفت المليارات دون مقابل.

وإن كانت عينة محمد الأمين استثنائية، فسنويا يكون حلم المتفوقين السفر إلى الخارج للدراسة لمعرفتهم أن المستوى العلمي بها عالي. ورغم القفزة النوعية التي سجلت في التكوين الجامعي، إلا أن التكوين خارج الوطن له خصوصيته؛ فالبيئة العلمية مختلفة ومسار البحث مختلف، وهناك تشجيعات للطالب من أول وهلة يدخل فيها الحرم الجامعي وقبل إتمامه تعرض عليه كل الإمكانيات التي ستكون تحت تصرفه طالبا أو موظفا مستقبلا، ما يجعله لا محال يستسلم في الأخير للعمل خارج الوطن.

وكاستباق للفصل في قرار إعادة هذه المنح، تعمل وزارة التعليم العالي على تحسينات مختلفة في التخصصات والتأطير واستعمال اللغة الإنجليزية كلغة عالمية، والتوجه نحو العلوم والتكنولوجيا والرقمنة لتحسين مرئية الجامعات، حتى تكون الفائدة متبادلة، ناهيك عن أن قرارا استراتيجيا مثل تقديم منح إلى الخارج لن يكون هذه المرة منفصلا عن قرارات أخرى تضمن من خلالها الاستفادة من الإطار الذي تنوي تكوينه في الخارج، ومن ثمة تفادي أخطاء القرارات السابقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *