اخبار

أخص صفات المتقين

قال الشيخ الدكتور خالد المهنا ، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن خشية الله في الغيب والشهادة من أخصّ صفات المتقين، الذين هم أهل محبته وولايته وكرامته، هي خصلة لازمة لأهل الإيمان، بل هي خلاصة العلم والإيمان، والدليل عليه والبرهان، و المرقاة إلى رتبة الإحسان .

أخص صفات المتقين

وأوضح ” المهنا”  خلال خطبة الجمعة الأخيرة من شوال اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أنه خشية الله هي الخوف منه المُصاحب لتعظيمه والعلم به سبحانه، وهي خشيَة العالِمين بأسمائه الحُسنى ،  ونعوت جلاله العُلى، العالِمين بأفعالهِ وأحكامِهِ المتضمنة كمال الحكمة التي يمدُّ عليها جل وعلا.

وبين أن خشية الله بالغيب هي خوف العبد من ربّه في حال مغيبهِ عن أعين الناس ،  حيث لا يراه إلا ربُّ الناس، فهذه الخشية على الحقيقة، وهي الخشية الكاملة التي مدح الله أهلها ، لقوله تعالى ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”، منوهًا بأنه كلما ازداد العبد علما بربه ازداد خشية له حتى يعلو إلى مقام الإحسان فيعبد الله كأنه يراه، فذاك الذي أزلفت له الجنة، وبُشِّر بمغفرة الله في وعده الذي لا يخلف.

واستشهد بما قال سبحانه ” وَأزلِفَتِ الجَنَّة لِلمتَّقِينَ غَيرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا توعَدونَ لِكلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَن خَشِيَ الرَّحمَنَ بِالغَيبِ وَجَاءَ بِقَلبٍ مُنِيبٍ”، مشيرًا إلى أن أهل خشية الله هم المنتفعون بالإنذار، لأن خشيتهم ح ق لا رياء فيها، وأهل هذه الخشية موعودون بوعد كريم يوم يقوم الناس لرب العالمين.

أهل خشية الله

ونبه إلى أن ذلك في عرَصَات القيامة قبل دخولهم الجنة، بشّرهم به إمام المتقين صلوات الله عليه وسلامه بقوله : “سَبعَة يظلهم الله في ظلّه يومَ لا ظل إلا ظلُّه ،  وذكر منهم : رجلٌ دعته امرأَة ذات مَنصبٌ وجمال ،  فقالَ : إنّي أخَاف الله ،  ورجل ذكَرَ الله خَالياً فَفَاضَت عيناه” متفق عليه.

وأوصى بخشية الله عز وجل  في الغيب والشهادة الذين يخشون ربهم في السرّ والعلن ،  خوفاً من عقابه ،  وطمعاً في مرضاته وثوابه، فأدلة الوحيين الشريفين دالة على أن خشية الله تعالى على نوعين متلازمين ،  الأولى خشية العبد من ربه أن يعاقبه على ذنب ارتكبه أو فرض لازم ضيّعه .

وأشار إلى أن ثمرة هذه الخشية المحافظة على الحدود ،  والحذر من المعاصي وأسبابها ،  فمن قمع نفسه عن الذنب اتقاء عذاب الله وخوفاً من عقابه فقد خشي الله بالغيب ،  وكذلك من أذنب ثم تاب من ذنبه فتاب إلى ربّه ،  وأناب فهو من أهل الخشية ،  قال الإمام التابعي الجليل سعيد بن جبير رحمه الله : الخشية أن تخشى الله حتى تحول الخشية بينك وبين معصيتك.

وتابع: و الثانية ،  خشية العبد من ربّه ألا يتقبّل ما عمله من طاعته سبحانه ،  ولهذه الخشية مظاهر تنبيء عنها أحوال المتقين ،  وأخبر عنها رب العالمين في قوله جل وعلا ” إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُون وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِم ْيُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *