اخبار

الواقع الاقتصادي في مصر أسوأ بكثير مما نتصور ولا حل لإنقاذها إلا بهذا الأمر

Advertisement

وطن من جديد، نشرت مجلة “الإيكونوميست” لاقتصادية العريقة تقريرا صادما عن واقع الاقتصاد المصري، مؤكدة بأن الواقع أسوأ مما تظهره الأرقام الحكومية الرسمية.

وقالت المجلة انه لإنقاذ الاقتصاد المصري، يجب إخراج الجيش منه، موضحة أن نصف إيرادات مصر تذهب لخدمة الديون، والتي تمثل 90٪ من الناتج المحلي، في حين بلغ معدل التضخم 21٪ رسميا، فإن أسعار المواد الغذائية ترتفع سريعا، والأرقام الرسمية لم تواكب التدهور الاقتصادي، لذا من شبه المؤكد أن الواقع أسوأ.

وأضافت المجلة بأن المشكلة الأساسية في مصر هي القبضة الخانقة على الاقتصاد التي تمارسها الدولة، وتحديداً الجيش، لافتة إلى أن الإحصائيين الرسميين يترددون في تقديم إحصاء لهذا، وفي حين قالت الحكومة إن الجيش يسيطر على 1.52٪ من الإنتاج،لكن المدى الحقيقي لتأثيره المباشر وغير المباشر أعظم وتحت حكم السيسي توسع.

ولفتت المجلة إلى أن حوالي ثلث المصريين يعيشون على أقل من دولارين في اليوم وثلث آخر على وشك الانضمام إليهم، لقد خُذلوا من قبل المسؤولين الذين وضعوا مصالحهم الخاصة فوق مصالح مواطنيهم.

توغل امبراطورية الجيش في الاقتصاد

وقالت المجلة في تقريرها، إن إمبراطورية الجيش تضم كل شيء من محطات الوقود إلى المياه المعدنية والزيتون، وفي حين سيطر الجيش على سوق تربية الأسماك وصناعة السيارات، واستحوذوا على حصص كبيرة من وسائل الإعلام في مصر، قام ببناء معمل أسمنت جديد ضخم، تسبب في حدوث تخمة في الإمداد دمرت الشركات الخاصة.

وتابعت أنه في الصناعة تلو الأخرى في مصر ، يضغط الجيش على المنافسين أو يخيفهم، مما يردع الاستثمار الخاص، حيث لا يمكن لأي شركة عادية أن تنافس هيئة لا تدفع ضرائب أو رسوم جمركية ويمكن أن تلقي بمنافسيها في السجن، وهو ما يعني بالنسبة لعامة المصريين، أن سحق الجيش للمنافسة يعني نمو أبطأ وأسعار أعلى.

مصر لجأت لصندوق النقد 4 مرات في 6 سنوات

وأوضح تقرير الإيكونوميست أنمصر تطرق باب صندوق النقد للمرة الرابعة خلال 6 سنوات وتتوسل لإنقاذها. وهي الآن أكبر مدين للصندوق بعد الأرجنتين، موضحة انه في الماضي، وافق نظام السيسي على إجراء إصلاحات مقابل أموال الصندوق. لكن من الواضح أن السيسي فشل في الوفاء بوعوده بتقليص البصمة الاقتصادية للدولة.

ولفتت إلى أنه بموجب أحدث اتفاق لها مع صندوق النقد تعهدت مصر مرة أخرى بسحب الدولة والجيش من قطاعات غير استراتيجية، لكن العسكريين في الخدمة أو المتقاعدين مؤخرا ليس لديهم حافز كبير للقيام بذلك. وعلى أي حال، في بلد له تاريخ من الانقلابات، لن يجرؤ سوى القليل على تحدي امتيازات الجيش.

رعب المانحين من انهيار مصر

وأكدت المجلة على أن المانحين يواصلون إنقاذ مصر لأنهم مرعوبون من أنها قد تنهار إذا لم يفعلوا ذلك، لافتة إلى إنها الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الشرق الأوسط وحليف رئيسي للغرب، وقد يؤدي انفجار داخلي إلى إرسال أساطيل من اللاجئين عبر البحر الأبيض المتوسط.

إحباط دول الخليج

واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن دعم نظام يؤدي رفضه للإصلاح إلى جعل مصر أكثر فقرًا وشعبه أكثر غضبًا لا يمثل وصفة للاستقرار على المدى الطويل، مؤكدة أن حلفاء مصر الخليجيين المحبطين أصبحوا أقل سخاء، ويجب على صندوق النقد الآن أن يلزم الحكومة بتعهدها، ويجب أن تبدأ مصر إخراج الجيش من الاقتصاد، أو تتوقع مساعدات أقل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *