اخبار السودان

عالم عباس يكتب ..حين القتلةُ كانوا يصطرعون «إلى صديقنا محمد جلال هاشم»

عالم عباس

 

حين القتلةُ كانوا يصطرعون
«إلى صديقنا محمد جلال هاشم»

عالم عباس

حين القتلةُ كانوا يصطرعون،
لم تكن أسلحتهم موجهةً إلّا إلينا.
وحين كانوا يختبئون،
لم تكن أنت في قَبْوٍ أو” بدرون”!
كُنْتَ وسط أهلك، عُزّلاً كانوا، وكُنْتَ.
سلاحُكَ قلَمُكْ، أكثَرُ فتكاً وأمْضَى سِنانْ.
تَتَقَطَّرُ منه الرحمةُ للضعفاءْ.
يُدَاوِي جرحاهم ويواسيهِمْ ويعلَّمُهُم ويَصُدُّ مَكَايِدَ مَنْ كَادَ لَهُمْ، يتقطّرُ مِثل حليبٍ مِنْ أُمٍّ في شَفَتَيْ طفلٍ غَرْثانْ.
يا لله!
كان حَرِيّاً بالقتلة أنْ يخرجوا من المخابئ حين كان واجبهم أن يحموك وأنت بين أوراقك وكتبك وصحائفك!
لكنّهم اختبأوا يا صاح، اختبأوا، اختبأوا…
في القبو، وفي البدرون وبين الجرذان!
تركوا الميدان لأجنادٍ ساقوهم كالقطعان إلى محرقة لا تُبْقِي منهم أحداً!
موتٌ لا يعنيهم، موت مجانيٌّ، عبثيٌ، مأساويٌّ
موتٌ، (لا يعرف مقتولٌ فيه مَْن قاتِلُهُ ومَتَى قَتَلَهْ)!

يا لَلْجُبْنِ، ويا للخسِّةِ، يا للعاْر!
يخشون الموت وهم صُنّاعُ الموت، ونعلم أن الموت سيُدْركُهُم حتَّى لو كانوا في ..!
حتى لو كانوا….!
لكن جبنوا وأَوَوْ …!
ليس إلى الخنادق والثكنات، حيثُ يجب أن يكونوا،
ولا لملاقاة الأعداء، أليست تلك وظيفتهم!
عجباً، ها نَحْنُ، وقد صَرْنا نحنُ الأعداءْ!
وقد صرنا نحن الخونة!
وقيل لنا، يجب علينا أن نتسلَّح وندافع عن أنفسنا!ا
يا للخذلان!
ألَسْتُمْ أنْتُمْ مَنْ اقتَطَعْنا مِنْ قُوتِ الأطفالِ نُؤَهِّلُكُم لحمايتنا؟
خانونا، كالعهد بهم، وكما فعلوا من قبل!
وباعونا بالثَّمَنِ الَْبَخْس!
باعونا وباعوا الوطن، كما باعوا أجزاءً منه ومن قبل وباعوا!
باعوا باعوا …!
هاهُمْ أُلاءِ يحرقوننا، مرّةً أخرى،
وهاهم ينظِّفون الوطن مِنَّا، للمشترين الجُدُدْ!

ستطأٌ يا صاحِ بعرجائك هذي خضراء الجَنَّةْ!
جنَّةَ وطنٍ ديمقراطيٍّ حُرْ!
لا يتسلَّطُ طاغيةٌ فيه، ولا سفّاحْ، كُلُّ بضاعته
وهْمٌ، يحشُو الفكر رصاص القهر، ومزهُوٌّ بقنابل يطلقها
لخرابٍ يسري في دمه، يُسْرِفُ في حرق الأخضر واليابسْ،
ويقهْقِهُ في صلَفٍ مغرور،
نيرون على تلَّةِ روما المحترقة!

عالم عباس / جدة ٢٥/٧/٢٠٢٣

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *