اخبار الكويت

إتيكيت الروح رسائل وهمسات من لطيفة اللوغاني إلى كل الأرواح الطامحة للرقي

يوسف غانم

تجارة الأدب.. ما أجملها من تجارة! الأدب لا يكلف شيئا، ولكن يشتري كل شيء.. وأنا شخصيا أعتبره علامة رقة القلب.. اكسب من حولك بتجارة الأدب واللطف والإتيكيت..

بهذه الكلمات، تقدمت المدربة المعتمدة في فن الإتيكيت والبروتوكول الدولي لطيفة سعيد اللوغاني بإهداء كتابها «إتيكيت الروح»، الصادر عن دار آفاق للنشر2023، لكل روح تطمح للرقي والتغيير للأفضل.

وتقول اللوغاني في مقدمة الكتاب: «حاولت أن أكون قريبة جدا من متدربيّ وقرائي الكرام، وستجدون أن معظم رسائلي عبارة عن تعليق منهجي على شيء لاحظته أو سمعته أو شعرت به، كتبت همساتي بشيء من العامية للتبسيط، ومدركة تماما أن العامية قد تزعج البعض عند القراءة، ولكنني أستهدف كل الفئات، وكل الأرواح التي تريد أن تطور من نفسها، خصوصا الذين لا يحبون القراءة كثيرا».

الكتاب مقسم إلى همسات ومقالات، وفي المقالات كتبت عن البروتوكول، وجميل جدا أن نكون على دراية وثقافة بأصول تنظيم اللقاءات الدولية، كما أن دراسة البروتوكول والإتيكيت تعد من أهم الموضوعات التي ينبغي أن يتعرف عليها مواطنو أي دولة.

وتضيف اللوغاني: كما أنني كتبت في المقالات مواضيع لتطوير الذات والسلوكيات والحديث والتصرفات الناعمة المهذبة، لأنها كفيلة بأن تحبب الجميع بك، وتساعدك على تجاوز المشكلات، والمحافظة على حياتك المهنية والاجتماعية.

وتنطلق اللوغاني بمجموعة من الرسائل التي تدعو من خلالها وبالعامية إلى تطوير الذات والاهتمام بمفردات حياتنا، وفي أولاها تقول: «عمري ما راح أنسى اشكثر غيرت في نفسي واستقريت نفسيا وتصالحت مع أشياء وايد ووصلت للي أنا فيه اليوم، فخورة فيني وايد.. شكرا لله وشكرا للناس القاسية اللي كانت في حياتي، علمتوني شلون أكون رحيمة وقوية..».

كما تدعو لأن نكون أقوياء.. «إنك تستمر أهم من أنك تكون مثاليا، خلك قوي وكمل، مهما فشلت، صدقني أنت موهوب وتتمتع بعبقرية خطيرة، وأسرار هالعبقرية بتلاقيها داخلك، ربك خلقك عشان تعرف قيمتك..».

وتفصل أشياء فينا جميعا بكلمات تجعلنا نهتم أكثر بأنفسنا وبمن حولنا، «إن الإحسان الذي تظهره تجاه الآخرين من خلال تصرفاتك بود مع غريب أو قريب.. هل تعلم ما أساسه؟ أساسه هو إحسانك لذاتك».

كذلك توجه مجموعة رسائل مشبعة بالنصائح إلى أولياء الأمور لاتباع أساليب تربوية أكثر إيجابية، فتقول في إحداها: عزيزي ولي الأمر.. عندما تغدق على أبنائك بالحب والاهتمام تحصنهم جيدا من الوقوع في فخ العلاقات الخطرة واللطف العابر، صباح اللطف.

وفي أخرى: إنه من النبل والتحضر والرقي تربية ابنك منذ الصغر على الترفع عن العادات السيئة والابتعاد عن البخل والأنانية، ومساعدة الآخرين دون مقابل، واستثمار وقته في شيء مفيد له ولغيره، ففي النهاية سيعود عليه بالخير.

ولدى اللوغاني مساحة عن أسرار فن الحديث، كسلامة الذوق، الصدق، حسن الطبع، احترافية التلاعب بأساليب التعبير، فهذا الفن لا يبرع فيه إلا من مارسه وزاوله، فالبعض إذا تحدث أفاد، أجاد وأبدع.

وترى أن «من أجمل النعم إذا أحب ربي عبدا، يشغله بنفسه ويبعد عنه الفضول، ما يهمه حياة الناس وتفاصيلها وأسرارهم، ولا يتفاعل مع القيل والقال.. نعمة وفضل كبير».

وللمميزين تقول: «إذا كنت تتصور أن طيبتي ضعف، وصبري خوف، وصمتي برود، وإيجابيتي سذاجة، فأحب أقولك: أنا إنسانة مميزة، أنا أختلف عنك، والنقص اللي أنت عايشه ومعورك ما عاد يهمني، راح أعيش بسلام تاركة لك أوهامك».

وللعتاب أهميته لدى اللوغاني، فتقول: «العتاب خاصية وايد ثمينة، بستخدمها إذا كنت أبيك وأبي وجودك في حياتي وما أبي أخسرك، فلما تلاقيني ساكتة ما أعاتبك، لازم تعرف أني مفعلة خاصية البلوك العقلي.. يعني الله وياك».

وتنصح المؤلفة بعدم الاقتراب من المتكبر لأن في ذلك دمارا، «المتكبر اللي يرفض الاعتذار منك وهو اللي غلط في حقك، وإذا صار بينكم خلاف بسيط ينقلب فجأة لعدو ومستحيل يبادر بالصلح، أنت اللي لازم تبادر حتى لو هو الغلطان، يتمشى في حياتك، يدخل ويطلع منها بكيفه وكله هو الملاك اللي ما غلط بشيء وأنت أساس كل المشاكل».

وتضع اللوغاني الكثير من المقالات متنوعة المواضيع وقواعد الإتيكيت بين أيدي القارئ والتي تعتبر منهجا للتعامل مع الآخرين، منها «كن ذكيا واجعل رئيسك يتألق في عيون الجميع»، والتعامل مع المدير الذي يتأثر بكلام الواشين، والمدير العصبي، والمدير المسوف، والمدير الذي لا يستمع لاقتراحاتك وآرائك.

ومن المقالات البروتوكولية «صفات مسؤول المراسم والتشريفات»، و«مراسم الزيارات لكبار الشخصيات»، و«أسبقية المجاملة»، و«أسبقية الزوجات»، والأسبقية في الحفلات والمآدب، وفي المناسبات الخطابية، وعلى أرض المطار، وفي ركوب الطائرة، والسير والجلوس ومقاعد السيارة، وأيضا «الألقاب الرسمية» وأنواع الزيارات وكيفية توجيه الدعوات وتحديد مواعيد الزيارات، وتوجيه بطلقات الدعوة، وأنواع الدعوات، وتحضير قوائم المدعوين، وغيرها من الأمور البروتوكولية وكيفية الإعداد لها والنظم المتبعة فيها والإتيكيت في إعداد الولائم واستخدام الكؤوس وتقديم الشاي والحلويات، والديبلوماسية وبعثاتها، إضافة إلى بعض الأسئلة البروتوكولية.

المصدر: جريدة الأنباء الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *