اخبار السودان

كمال ترباس .. حصاد معركة الكرامة..

بشرى أحمد علي

حرب 15 أبريل أنجبت وجوه جديدة ، أنجبت الجوفاني وود ملاح والبيشي وقرن شطة وبرشم وعمر جبريل وقجة وجلحة.

الملاحظة المهمة أن هؤلاء يمثلون جيلاً من الشباب ومن مختلف الأعراق ، هذه الكوكبة من الشباب هزمت جيشاً يزعم مؤسسوه أن عمره مائة عام ..

رأينا جنرالات يهربون من مراكز قيادتهم ويذهبون إلى شرق السودان.

لكن رغم التضحيات في الحرب سواء من طرف الجيش أو الدعم فإن كمال ترباس ليس هو الجندي Rayan المفضل الذي سعت الولايات المتحده لإنقاذه في الحرب العالمية الثانية وتحولت حياته إلى قصة فلم ..

الآن كمال ترباس سرق الاضواء يحكي صولاته وجولاته ، ووقت الحرب كان مختبئاً في أحد البيوت بعد أن خزّن كميات من المواد الغذائية والأدوية الخافضة للضغط والنقرس ، فقد كان كمال ترباس اشبه بمن يذهب إلى رحلة للفضاء الخارجي ..

ولم يكن كمال ترباس من الواقفين في الخطوط الأمامية
لا هو ولا اسرته..

ولم يظهر وهو يقدم الغذاء والدواء لجيرانه الذين إنقطعت بهم الأسباب ، فالرجل ظل مختبئاً بين كراتين الطحنية والأندومي ثم خرج للشارع ليجد نفسه بطلاً قومياً تشرئب له الأعناق ..

لا أعتقد أن المنظرين لهذه الحرب ممكن أن يجدوا في شخص كمال ترباس صورة البطل القومي الذي يُمكن أن يجذب الشباب لساحات القتال ، بل ترباس هو الخطايا العشرة الواردة في الكتب ويمثل كل بنودها فسق وخمر وميسر وشراهة في الأكل …

مات الشهيد مكاوي وخسرت أسرته ليعيش كمال ترباس ليتحدث عن بطولاته الزائفة في تلفزيون الفلول..

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *