اخبار

المجد لأبناء الزينكو .. احمد حسن الزعبي

غرفة ولادة الابداع، ألم ، عوز ، ضيق ،رضا، وصرخة للحياة  …
في خان يونس ، مساحة البيت 80 متراً مربعاً ، السقف ألواح من الزينكو تغطي غرفتين متهالكتين تعيش بها أسرة فقيرة للغاية..الصيف في هذا المكان و تحت ألواح الزينكو على وجه التحديد  ليس صيفاً عادياً هو صيف مضاعف ، هو امتحان للصبر بعشر مجلّدات ثقال..والشتاء الذي يأتي على نفس المكان ،يحجب النوم عن العيون ، يؤرق الجفون ، يطرق الشتاء السقف بحبات المطر والبرَدِ كمقاوم مطارد ،وتنفث الريح بين أضلع الحديد صوتاً قوياً، كصافرات إنذار..الغرف ضيقة ، العائلة كبيرة ، الكتب كثيرة ، والتحدي جداً كبير..كيف استطاعت الطالبة الفلسطينية حنين المدهون أن تحصّد معدل 99.6% بالمرتبة الأولى على فلسطين في امتحان الثانوية العامة ؟ كيف استطاعت أن تدرس  وسط كل هذا الاكتظاظ ، وسط اللا شيء ،واللا حياة  ؟ أسأل نفسي وأنا أشاهد صورها وصور بيتها .. أين كانت تضع كتبها؟ من أين كانت تدبّر مسوّدات أوراق الحل ؟ كيف لها أن تحفظ قصيدة عن الحياة ،وشقيقها الأصغر يبكي طوال الليل من الجوع؟ …كيف لها أن تحفظ كتاب التربية الوطنية ،والحقوق التي كفلتها الدساتير للمواطنين؟ ..كيف لها أن تحفظ عن غير قناعة الفقرة “أ” والفقرة “ب” وهي لم تحصل بعد على ألف باء المواطنة؟.. كيف لها أن تحفظ أبياتاً شعرية عن الوطن..وهي بلا وطن.
من معجزات فلسطين…أنه في كل لحظة في كل يوم في كل سنة..تولد فلسطين جديدة…فلسطين على شكل شجرة زيتون..أو فلسطين على هيئة طفل..أو فلسطين على هيئة أم شهيد..أو فلسطين على هيئة طالبة لا تهزمها الظروف أبدا…حنين المدهون..وجه فلسطين الجديد..صرخة الحياة..ابتسامة ما بعد الولادة ، حنين المدهون..شكراً للزينكو اذ كان مصنع الإرادة.

أحمد حسن الزعبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *