اخبار السودان

قيادة الجيش السوداني لا تملك الإرادة لإيقاف الحرب السودانية , اخبار السودان

قطع الأمين العام لحزب الأمة، والقيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) الواثق البرير، بانعدام إرادة وقف الحرب لدى قيادة الجيش مشيرا إلى رفضهم الدائم الجلوس مع الآخرين.

وقال البرير في مقابلة خاصة مع (التغيير) إن مباحثات المنامة وصلت إلى اتفاق تام بين الطرفين على المبادئ الأساسية لكن طرف الجيش  لم يستطع اكمال هذا المشوار وتراجعوا عن موقفهم.

وفي رده على اتهامات نائب قائد الجيش شمس الدين كباشي لـ (تقدم) بأنهم يجوبون العواصم ويخشون الحضور للسودان؛ قال البرير ساخراً: “هل الدول التي زارتها قيادات الجيش محليات داخل السودان؟” وأضاف: “رمي الآخرين بعدم الوطنية تصرف سياسي غير مسؤول”.

ودافع القيادي في (تقدم) عن الإعلان السياسي الذي تم توقيعه مع الدعم السريع في أديس أبابا مؤكداً انتزاع القوى المدنية منهم التزاما بعدم توسيع دائرة الحرب والسعي للسلام.

التغيير: نيروبي: أمل محمد الحسن

تشاركون الآن في ورش (تقدم) التي تسبق انعقاد المؤتمر التأسيسي، ما هو السبب خلف تأخر قيام المؤتمر الذي كان من المفترض أن ينعقد في نهاية العام الماضي؟

من المقرر أن ينعقد المؤتمر التأسيسي في بداية أبريل المقبل. والسبب خلف التأخير مرتبط ببرنامج المؤتمر والمشاركين المقدر عددهم (600) شخص بعضهم مازال داخل السودان، نعاني من مشاكل متعلقة بالأوضاع الأمنية وصعوبة التنقل. إلى جانب مشاركين من دول المهجر والمنافي والنازحين. وتعمل (تقدم) على توسيع الحضور بمكونات جديدة الأمر الذي يحتاج إلى دراسة. إلى جانب أن المؤتمر سيعمل على التشاور حول وقف الحرب والقضايا التاريخية التي تهم الشعب السوداني وسيعمل على وضع الحلول الناجعة لمستقبل بلادنا الآمن بإذن الله.

مع غياب أحزاب الشيوعي والبعث وانسحاب بعض لجان المقدمة من (تقدم) لأي درجة يمكن أن نصفها بجبهة مدنية متماسكة يعول عليها؟

هناك مجهودات مبذولة مع الاخوة في الشيوعي والبعث ومع الأخوان عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو لمحاولة اقناعهم بالمشاركة وأن يكونوا ضمن المؤسسين لهذه الجبهة العريضة. من المؤكد تكوين جبهة عريضة شاملة تضم كل فئات الشعب السوداني تمثل أساسا متينا لتأمين الفترة الانتقالية وفرض الواقع لإيقاف الحرب. من جانبنا قمنا بتكوين لجان للتواصل مع هذه المكونات ومناقشة أسباب احجامها عن المشاركة. ونتمنى أن تثمر هذه الجهود وتتم استيعاب جميع المكونات المدنية والسياسية والحركات المسلحة.

ماهي أسباب رفض هذه المكونات المختلفة الانضمام لـ (تقدم)؟

أسباب الاحجام مختلفة بطبيعة هذه المكونات، على سبيل المثال بعض الحركات لديها تحفظات على الهيكلة التنظيمية والبعض يعترض على آليات التمثيل. وجميعها تحفظات مقدور عليها لأن الجميع متفق حول السبب الجوهري وهو ايقاف الحرب، والتحول المدني الديمقراطي.

إعلان أديس أبابا ليس تحالفا مع الدعم السريع

بحسب المعلن؛ هناك جهات لديها تحفظات جوهرية تتمثل في علاقة (تقدم) بالدعم السريع وتوقيع اتفاق سياسي معه، هم يصفونه بالاعتراف الضمني بوجوده ضمن هياكل السلطة بعد وقف الحرب؟

من المؤكد أن الذين قرأوا وفهموا هذا الإعلان الذي تم في اديس ابابا يعلمون أنه يتحدث بكل وضوح عن كيفية ايقاف الحرب وايصال المساعدات وتخفيف آلام ومرارة الحرب على الشعب السوداني. الالتزام الذي استطاعت (تقدم) اقتلاعه من الدعم السريع بعدم توسيع دائرة القتال ومد اياديهم للسلام أمر ايجابي. في السابق روجوا روايات كاذبة حول اشعال الحرب التي كنا نحذر منها، وقالوا إننا هددنا بالحرب. الآن عندما وقعنا إعلانا من المؤكد ايجابي وفي مصلحة الشعب السوداني وفي اتجاه وقف الحرب يعيدوا ذات الروايات الكاذبة. “هذا الإعلان السياسي ليس تحالفا مع الدعم السريع”. نحن تواصلنا مع الجيش ايضا لكنهم تلكأوا في الاستجابة لطلب تقدم بينما استجاب الدعم السريع. ونأمل أن يمنحنا الجيش ردا واضحا حول طلبنا بدون مزايدة أو استخدام الملف للاستقطاب الإعلامي.

ما هو تعليقك على تصريحات (البرهان) حول الحوار في الداخل وحديث نائبه كباشي بأنكم تحملون حقائبكم وتتجولون في العواصم وتخافون الحضور للسودان لأنكم تخافون من الشعب؟

بالفعل ذهبنا لعدد مقدر من دول الجوار في محاولة لايجاد حلول سلمية لايقاف الحرب، وبينما يتهموننا بـ “حمل حقائبنا والتجول في العواصم” فلنذكرهم بأنهم ذهبوا إلى الجزائر والبحرين والإمارات “سرا وعلنا” وذهبوا إلى مصر وإلى نيويورك؛ هل تلك الدول محليات داخل السودان أم دول اجنبية؟ نحن نعمل على إيقاف هذا العبث وتحقيق أمل الشعب الذي يرنو إلى السلام ومعظمه يعيش في الملاجئ والنزوح. رمي الآخرين بعدم الوطنية تصرف سياسي غير مسؤول وكل ما يصرحون به يؤكد على أمر واحد وهو انعدام إرادة حقيقية لإيقاف الحرب.

تصريحات قيادات الجيش التي ترفض فيها المفاوضات هل تقفل الباب أمام الحلول السلمية؟

الواقع هو انعدام الإرادة لإيقاف الحرب وهو أمر يؤكده رفضهم الجلوس مع الآخرين ومحاولات التبضع في المنتديات والمبادرات الإقليمية والدولية معناه واضح أن هذا قرار حرب وليس في مصلحة الشعب السوداني.

هل تعتقد أن تقدم الجيش في أمدرمان يقول إن الجيش على وشك حسم المعركة عسكريا، لذلك يرفض التفاوض؟

دعيني اقول بوضوح، ليس هنالك منتصر في هذه الحرب وكلا الطرفين مهما اجتهدوا لن يكون بينهما منتصر. لأن هذه الحرب أصبحت ذات عمق اجتماعي وعسكري وحتى إذا كان هناك مهزوم سيعود إلى عمق حواضنه وسيستمر عدم الأمن والتفلتات والاستنفارات ونسأل الله ألا تتحول إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس في السودان.

هل هناك جديد حول محادثات (تقدم) مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان؟ وهل انتم على استعداد للذهاب إلى بورتسودان للقائه؟

من المؤكد تقدم على استعداد للقاء القوات المسلحة في أي مكان وزمان يختاروه، وهذا ليس نوع من التحدي ولكن الوطن يحتاج لمثل هذه اللقاءات ومتى ما توفرت هذه الفرصة واستجابوا لطلبنا في اللقاء نحن على استعداد للقائهم من أجل ايقاف هذه الحرب.

نأمل أن تراعي حكومة الأمر الواقع مصلحة البلاد في علاقاتها الخارجية

ما هي الأسباب التي أدت إلى انهيارها مباحثات المنامة بعد توقيع إعلان المبادئ؟

من المؤكد انه كانت هناك مباحثات في المنامة وبحسب معلوماتنا كان هناك اتفاق تام على المبادئ إلا أن طرف القوات المسلحة لم يستطع اكمال هذا المشوار وتراجعوا عن موقفهم. وهذا ايضا بسبب عدم توفر الإردة الحقيقية لوقف الحرب. وعلى البرهان ان يتخذ قرارا واضحا بوصفه قائدا “بالأمر الواقع” بدون هذا القرار مهما تجولنا بين دول الاقليم ودول الجوار ستستمر هذه الحرب.

لماذا ليس لديه إرادة لوقف الحرب من وجهة نظرك؟

الحرب الآن في مرحلة تصعيدية جديدة لمحاولة السيطرة على أكبر رقعة ممكنة من الأراضي من قبل الطرفين.

ماهي فرص مشاركة المؤتمر الوطني في العملية السياسية خاصة مع وجود اصوات داخل حزبك تطالب بضمهم؟

لو أنكم تتحدثون عن أصوات شخصية هذا موضوع آخر، لكن قرارات المؤسسات داخل حزب الأمة أو داخل (تقدم) تقول إنه لا يوجد إقصاء لأي مجموعة أو فئة الا من تسببوا باشعال الحرب ومن تسبب في دمار الوطن طوال الـ 30 عاما  الماضية. المؤتمر الوطني يجب ألا يكون جزءا من صناعة الفترة الانتقالية التي سوف تضع أسس بناء السودان الجديد أو سودان المستقبل (السودان الذي نحلم به جميعا). على المؤتمر الوطني الاعتذار للشعب السوداني ومراجعة تجربته. اما الاسلاميون الآخرون من الذين ابعدوا أنفسهم عن هذه الحرب ولديهم الرغبة في بناء السودان ليس هناك اي اقصاء لهم وهذا الحديث مكتوب في الاتفاق الاطاري وليس بالأمر الجديد.

هناك لجان للتواصل مع “الحلو” و”عبد الواحد” و”الشيوعي” و”البعث”

لماذا شركاء الإطاري مثل المؤتمر الشعبي لا نراهم ضمن (تقدم)؟

المؤتمر الشعبي والاتحادي السيد محمد الحسن كانوا جزءا من اللجان التحضيرية لتنسيقية القوى المدنية، وكان هناك بعض الشد والجذب حول مشاركتهم ورأت (تقدم) أن تترك الأمر للمؤتمر التأسيسي الذي سوف يحسم هذا الموضوع. ومازال التنسيق معهم قائم والمشاورات معهم قائمة لكن وجودهم بشكل هيكلي سوف يتم تحديده في المؤتمر.

هناك مبعوث أمريكي جديد للسودان، وكان هناك نقد لطريقة تعامل واشنطن مع الحرب السودانية، واتهامات بأنها لم تمارس ضغوطا كافية لإجبار طرفي الصراع الجلوس للتفاوض، هل نتوقع تغييرا في التعاطي الأمريكي مع الحرب السودانية؟

السياسة الخارجية الأمريكية عموما غير مبنية على شخوص بل على استراتيجيات توضع من مؤسسات بالتالي مؤكد لديهم تصور يعملون عليه كمجموعة متناسقة من مؤسسات امريكية؛ عليه لا اتوقع تغييرا في السياسات الأمريكية هم يتعاملون وفق خططهم التي نأمل أن تتغير بعد الظهور جليا أن هذ الحرب قد تتسبب في جر الإقليم للفوضى، منطقة القرن الإفريقي من جهة، وتهدد أمن البحر الأحمر من جهة ثانية. ربما هذه الظروف تحدث تغييرا في الاستراتيجية الدولية والإقليمية لممارسة ضغوط بعينها على المتحاربين.

هناك تصريحات بأن أمريكا أنها تشعر بالقلق من التقارب السوداني مع إيران هل تعتقد أن إعادة العلاقات مع طهران يمكن أن يعيد السودان لعزلة دولية جديدة؟

كقوى مدنية من مصلحتنا أن تكون العلاقات الخارجية متوازنة وتراعي المصلحة السودانية أولا ومصلحة الشعب السوداني. وأي علاقات تبنى على تحالفات إقليمية أو دولية وتضر بالمصالح العليا  نحن كقوة مدنية نرفضها ونأمل انه القائمين على أمر السودان بـ (الأمر الواقع) مراعاة التوزان في العلاقات الخارجية والمصالح العليا للبلاد.

 

 

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *