مستقرون بالعاصمة الإسبانية يشكون غياب مقبرة للدفن على الطريقة الإسلامية

لم يعد لمسلمي العاصمة الإسبانية مدريد وضواحيها مكان لدفن موتاهم بالطريقة الإسلامية منذ فبراير الماضي، عندما أعلنت مقبرة “غرينيون” الإسلامية الوحيدة بالمنطقة إغلاق أبوابها بعد امتلاء جميع الأماكن المخصّصة للدفن.

ويقود مجموعة من مسلمي إسبانيا، في الفترة الأخيرة، حملة من أجل الحق في الدفن على الطريقة الإسلامية، إذ تقدّموا بشكوى رسمية إلى أمين المظالم الإسباني، مرفقة بعريضة تحمل 500 توقيع، احتجاجا على ما وصفوه بـ”التقاعس من جانب الإدارات والمفوضية الإسلامية الإسبانية، ممثلة المسلمين في البلاد”.

وينتقد المحتجون، وفق ما أوردته صحيفة “إلباييس” الإسبانية، التأخر البيروقراطي الذي يسم تخصيص قطعةٍ أرضية مقبرةً لدفن موتى المسلمين منذ عام 2006 حين تم الشروع في دراسة المشروع، بالرّغم من توفير وعاء عقاري بالفعل منذ يوليوز 2022 لا يحتاج سوى إلى إجراءات إدارية من طرف مجلس المدينة لتسريع تجهيزه.

ونقلت الصحيفة تصريحات محبَطة لعدد من مسلمي المنطقة التي تضم 309 آلاف و469 مسلماً نتيجة عدم توفّر مقبرة خاصة بهم، إذ اعتبر غوالم أكبروف، مواطن مسلم من أذربيجان، أنه ليس من السهل الشعور بأن المجتمع والإدارات يعاملونهم كمواطنين من الدرجة الثانية.

وأوضح أكبروف أن عددا كبيرا من مسلمي إسبانيا ولدوا أو اعتنقوا الإسلام هناك، فضلا عن عدد كبير من الفارّين من الحروب من دول بعيدة، وبالتالي ليس لديهم مكان آخر ليذهبوا إليه أو يُدفنوا فيه، مستحضراً في السياق ذاته صعوبة نقل الجثامين إلى بلدان أخرى للدفن، قائلا: “إذا كان من الصعب بالفعل إعادة جثة إلى المغرب القريب نسبيا من إسبانيا، تخيل ما يعنيه ذلك على المستوى العاطفي والاقتصادي بالنسبة إلى باكستان أو سوريا أو بلدي (أذربيجان)”.

وكان مجلس المدينة قد توصّل إلى اتفاق مع اللجنة الإسلامية الإسبانية، في ماي الماضي، من أجل هدم مسجد المقبرة بهدف توفير 130 قبرا إضافيا بها، غير أن ذلك لم يجد طريقا إلى التنفيذ بسبب عدم توفّر المعطيات اللازمة بشأن طريقة تشييده في البداية وبأي اسم هو مسجّل، وهي المعلومات المأمول التوصل إليها في الأسبوع المقبل.

ومع ذلك، تشير الصحيفة ذاتها إلى أن هذا الحل لن يأتي بنتيجة، لأن المنطقة تسجّل حوالي 1500 حالة وفاة في صفوف مسلميها سنويا.