اخبار المغرب

تساقطات مطرية تنعش آمال التخفيف من الإجهاد المائي والجفاف بالمغرب

تميزت الحالة الجوية العامة خلال هذا الموسم ببداية خريف حار فوق المعتاد، إذ إن درجات الحرارة فاقت المعدل الموسمي بـ 5 إلى 8 درجات خلال بداية أكتوبر الماضي، كما تميزت الفترة الخريفية الحالية بتأثير المرتفع الجوي الآصوري على المغرب، وهو منطقة ضغط مرتفع متمركز بجزر الآصور يمتد تأثيره نحو جنوب أوروبا والمغرب، مما نتج عنه غياب المنخفضات الجوية الممطرة، وانتقال جلها نحو شمال وشرق أوروبا ودول البلقان، مع طقس مستقر وبارد نسبيا خلال الليل بالمرتفعات.

وأوضحت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن هذا التمركز غير العادي للمرتفع الجوي الآصوري يرتبط بحدوث حالات غير معتادة في حركات الدورة الهوائية العامة فوق المحيط الأطلسي الشمالي، مشيرة إلى أنه من الصعب تحديد أسباب ذلك بدقة، نظرا لتداخل وارتباط الظواهر الجوية بعضها ببعض كتغير حرارة مياه البحار والمحيطات، ودينامية الدورة الهوائية العامة، والنشاط الشمسي، وكذا عامل التغيرات المناخية.

وأضافت المديرية أن التغيرات المناخية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتجلى في الزيادة في عدد الأيام الجافة المتتالية، مما يؤثر بوضوح على الانتظام الزمني لهطول الأمطار.

وعرف أمس الجمعة بعض التساقطات المطرية، نتيجة اقتراب منخفض جوي بوسط البلاد، همت وسط وشمال المملكة، وتنتقل تدريجيا نحو مناطق الأطلس والريف، وقد تمتد إلى شمال غرب الأقاليم الجنوبية وشمال شرق البلاد.

وستكون هذه الأمطار عموما ضعيفة إلى معتدلة، وأحيانا قوية في شكل زخات رعدية في مناطق الشاوية دكالة عبدة والشياضمة وسوس، ومناطق الريف. وقد تصل بعض الأمطار الضعيفة إلى شمال شرق البلاد، كما ستهم بعض التساقطات الثلجية قمم الأطلس الكبير.

وسيكون هذا الاضطراب الجوي، بحسب المديرية العامة للأرصاد الجوية، مصحوبا برياح معتدلة إلى قوية أحيانا من 70 إلى 95 كلم/س، مع احتمال تناثر الغبار بكل من تطوان والحسيمة وشفشاون وشيشاوة وفكيك وكرسيف وتازة، بالإضافة إلى مناطق الناظور والحاجب وإفران وبولمان، حيث مستوى اليقظة برتقالي بهذه المناطق.

وتوقعت المديرية أن تهم بعض بقايا الأمطار مرتفعات الأطلس، الريف وشمال شرق البلاد والسهول الشمالية، صباح السبت، فيما ستستقر الأجواء تدريجيًا مع طقس بارد نسبيا خلال الليل وبداية الصباح في مرتفعات الأطلس والهضاب العليا الشرقية والريف والمناطق المجاورة.

من جهته، نبه محمد بنعبو، خبير مناخي، إلى صعوبة الوضع المائي بالمغرب، مبرزا أنه على مستوى حقينة السدود، يسجل أقل من 24 بالمئة من الملء على الصعيد الوطني، وأقل من 4 مليارات متر مكعب ككمية إجمالية على صعيد السدود الكبرى والمتوسطة.

هذا الرقم، يوضح بنعبو، يتم تسجيله بسبب سنوات متتالية من الإجهاد المائي والجفاف، التي أثرت بشكل كبير على الموارد المائية للمملكة، كما يشكل تحديا مرتبطا بالحكامة في تدبير الموارد المائية، موردا أن ندرة المياه ترجع بالأساس إلى الوضعية المناخية والموقع الاستراتيجي الذي يقع فيه المغرب والذي يعرف مجموعة من التغيرات المناخية الاستثنائية مقارنة مع عدد من الدول.

وعزى الخبير المناخي هذه الصعوبات إلى ضعف الحكامة في تدبير هذا المورد الحيوي على مستوى الفرشات المائية، ومجاري المياه، والاستعمال غير المعقلن، مشيرا إلى أن ما يزيد من 90 بالمئة من الآبار والثقوب المائية غير مرخصة كما جاء على لسان وزير التجهيز والماء.

وسجل بنعبو، بأسف، سحب المياه السطحية بكميات هائلة بدون تراخيص، بالإضافة إلى عدم تطبيق النصوص القانونية في المجال، وهو ما يدفع إلى فقدان الموارد المائية، مضيفا أنه بالرغم من البداية المتعثرة للموسم الفلاحي، قد تعطي الأمطار التي ستعرفها المملكة خلال الأيام المقبلة دفعة جديدة لجميع العاملين في المجال الفلاحي.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *