اخبار المغرب

نفوق حيتان بشاطئ “الشليحات” يستنفر خبراء ومتخصصين في الأوبئة البحرية

ثلاث حوادث نفوق للحيتان شهدتها السواحل المغربية في الأسابيع الماضية، في كل من بوجدور والداخلة وشاطئ الشليحات بالقنيطرة؛ الأمر الذي أثار تساؤلات حول أسباب هاته الحوادث ودلالات سياقها الزمني.

ويعكف خبراء المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، في الوقت الحالي، على إيجاد الأسباب العلمية لهاته الحوادث؛ فيما كانت النتائج الأولية لحالة الحوت الذي نفق في شاطئ “الشليحات” بالقنيطرة متعلقة باحتمال وجود مرض ما، يتم حاليا التدقيق في نوعيته.

وباشرت السلطات المحلية بالقنيطرة، وفق المعهد سالف الذكر، في “تطويق جثة الحوت الضخم، مخافة انتقال الفيروسات والعدوى إلى الوسط الطبيعي والمواطنين، مع تطبيق بروتوكول صحي صارم”.

إيمان الطائي، باحثة في المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، مكلفة بتنسيق شبكة تتبع نفوق الأنواع البحرية على طول الساحل المغربي، قالت إن “أفراد المعهد تلقوا ثلاثة تبليغات من السلطات بوجود نفوق لدى الحيتان خلال الأسابيع الماضية”، لافتة إلى أن “خبراءنا تنقلوا، يوم الأحد، إلى عين المكان بالقنيطرة من أجل القيام بالاختبارات اللازمة لإحدى هاته الحالات”.

وأوضحت الطائي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الملاحظات الأولية التي تمت معاينتها في الميدان في حالة الحوت الذي نفق في شاطئ الشليحات تظهر وجوده في حالة صحية ضعيفة، خاصة على مستوى الجلد؛ ما يؤشر على إمكانية تسبب مرض ما في نفوقها”.

وبينت المكلفة بتنسيق شبكة تتبع نفوق الأنواع البحرية على طول الساحل المغربي بـ”INRH” أن التحريات والاختبارات التي يتم إجراؤها تكون بمعية خبراء أجانب، في إطار اتفاقية تقنية علمية بحرية للمغرب مع الشركاء الأوروبيين تدعى “ACCOBAMS”.

وأبرزت الطائي أن “حالة الحوت الذي نفق في الداخلة تظهر وجود شبكة صيد قد تكون السبب في وفاته، أو ربما وفاته كانت قبل التصاق جثته بهاته الشبكة”، مشددة على أن “التحريات مستمرة، والتقرير النهائي سيكشف الأسباب الحقيقية لموته”.

وكشفت الباحثة ذاتها أن “فريقا من خبراء مركز الجنوب بالدار البيضاء ومتخصصين في الأوبئة البحرية بطنجة التابعين للمعهد وصلوا، الاثنين، إلى شاطئ الشليحات من أجل استكمال البحوث، بعد أن قاموا يوم الأحد بأخذ عينات من جثة الحوت”.

وفي هذا السياق، أشارت الطائي إلى أن “الملاحظات الأولية التي تم رصدها في حالة شاطئ الشليحات بالقنيطرة تظهر أن الحوت الذي نفق ضعيف للغاية في بنيته الجسمية، كما توجد على جلدته العديد من الطفيليات الخارجية التي لا تتحرك بالشكل المطلوب حتى تلتصق به؛ ما يعني أنها كانت مصابة بمرض ما”.

ولفتت المتحدثة عينها إلى أن “هذا الأمر استدعى منا طلب حضور المختصين في التشريح المرضي، ودكتورة بيطرية، الذين سيشرفون على عملية جراحية، بمعية خبراء أجانب”.

وأقرت الطائي بأن “هنالك حالات نفوق كثيرة بالسواحل المغربية للحوت الكبير مؤخرا”، قائلة: “نحن نحاول، حاليا، البحث عن الأسباب الحقيقية. وقريبا، سيتم الإعلان عن النتائج العلمية الأخيرة”.

وتابعت المتحدثة ذاتها: “توجهنا يوم أمس إلى عين المكان، وكان من الصعب استخراج جثة الحوث نظرا لوزنها الهائل. واليوم، سيتحقق ذلك في ظل وجود آليات السلطات المحلية والمعنية، من درك ملكي والفرقة البيئية بالقنيطرة”.

وشددت المكلفة بتنسيق شبكة تتبع نفوق الأنواع البحرية على طول الساحل المغربي بـ “INRH”على أن “حالات نفوق الحيتان هي مسألة طبيعية وعادية”، كاشفة بأن “عدد نفوق الحيتان بالمغرب يتراوح بين 120 إلى 170 حالة كل سنة على طول سواحل المملكة”.

وفسرت الباحثة سالفة الذكر أن “نفوق الحيوان بالبحر بشكل عام هو من خلال خروجه عن وسطه البيئي وموته، والذي يمكن أن يكون في الغرق تحت الماء أو الانجراف بفعل التيارات المائية إلى الشاطئ الرملي”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *