اخبار السودان

أحد الفارين من الحرب: خرجت من الخرطوم خوفا على أحفادي.. و”دنقلا” الخيار الأول والأفضل لنا

التغيير/ دنقلا

“التغيير” تلتقي بقصر الضيافة بمدينة دنقلا بـ”محمد ربيع خليل”، أحد الفارين من حرب الخرطوم، والذي كان منزله في حي “أبو روف” الأمدرماني، يقع في تقاطع الاشتباكات المسلحة بين الجيش والدعم السريع في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون ويتأثر في الوقت ذاته بالاشتباكات الدائرة في مدينة بحري.

“حي ابو روف يقع وسط منطقة ملتهبة بالطائرات والمضادات والاشتباكات المسلحة، ففي جهة الشرق تقع المظلات ومن جهة الجنوب، مبنى الإذاعة”.

آثار الحرب
فكّر لدقائق، رفع رأسه للسقف قليلاً ورغم ذلك لم يتمكن من تذكر التاريخ الذي حضر فيه إلى عاصمة الولاية الشمالية هارباً بأسرته من جحيم الحرب بالخرطوم.

تمتم قائلاً: “لم أعد أعرف أيام الأسبوع والتواريخ منذ اندلاع هذه الحرب، لكن ربما قدمنا قبل أسبوعين”.

الرجل المعاشي الذي كان يشغل منصب مدير الإدارة العامة للمؤتمرات في قاعة الصداقة، اضطرته الظروف العصيبة لمغادرة منزله دون ترتيب مسبق، إذ تم اخطاره بأن هناك سيارة متجهة للولاية الشمالية خلال ساعة.

لم يكن الوقت يكفي لحزم الحقائب والاحتياجات كما ينبغي، الأولوية كانت للمغادرة المتعجلة خوفاً على الأحفاد الذين أثرت فيهم الحرب بشكل كبير.

“خرجت مع زوجتي وابنتي واطفالهما، واحدة معها 3 أطفال، وأخرى 4 أطفال وبنت مع زوجها”.

عندما خرج من حيه كانت معظم المحلات مغلقة؛ وأصحابها غادروا الخرطوم فكان القلق يسيطر عليه من عدم تمكنه من إطعام الصغار!

العودة للجذور

على الرغم من أن السيد ربيع جذوره من مدينة دنقلا؛ إلا أنه لم يزرها منذ العام 1989 وهو يشعر بالامتنان على الاستقبال الذي تم لهم في مبنى قصر الضيافة الحكومي بلا مقابل.

“لا أملك منزلاً لأسرتي هنا ولا أقارب من الدرجة الأولى لكن دنقلا كانت الخيار الأول والأفضل”. وأعرب عن سعادته بالحفاوة التي غمرتهم منذ دخول العربة حدود الولاية الشمالية؛ كان المشهد يجسد الترحاب والكرم والناس يقدمون الخدمات والطعام والمشروبات على طول الطريق.

مستقبل مبهم
لا يملك خليل أي أفكار أو خطط لما يمكن أن يفعله في مقبل الأيام هو ينتظر فقط! فالحرب التي اندلعت بصورة مفاجئة شلت الحياة والتفكير معاً. “ما حدث لم يكن في الخيال حتى! لا نملك مال ولا نستطيع التصرف في توفير المال حتى”.

كل أمله أن تتوقف الحرب! وأكد أن لدمار الذي حدث لن يوقفه عن العودة لمنزله الذي بحسب الأنباء التي وردت من جيرانه تعرض لإطلاق رصاص اخترق الجدران.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *