اخبار المغرب

صالون أدبي يخلد شعر أحمد شوقي الفحلي

نظم الدكتور محمد الفحلي، بمدينة مراكش، حفل تقديم كتاب والده الشاعر الراحل أحمد شوقي الدكالي الفحلي، الموسوم بـ”من شعر أحمد شوقي الدكالي (الفحلي)”، تأليف الباحث أحمد متفكر، والصادر، مؤخرا في طبعته الثانية، عن المطبعة والوراقة الوطنية بذات المدينة.

هذا الصالون الأدبي حضرته، إضافة إلى عدد من أفراد أسرة الشاعر والمناضل الراحل، مجموعة من رجالات الفكر والثقافة والأدب والإعلام والفن بالمدينة الحمراء.

وفي مستهل هذا الحفل الذي أدار فعالياته الباحث الدكتور مولاي المامون المريني، ألقى ابن المحتفى به ومنظم الحفل كلمة ترحيبية، باسم العائلة وباسمه الخاص، شكر من خلالها الحضور الكريم، مؤكدا أن ذكرى أبيه ستبقى منقوشة وخالدة في قلبه، مشيرا إلى أنه كان بالنسبة إليه السند الذي لا ينهار والمثل الأسمى الذي يستمد منه طاقته وقوته والقدوة التي أنارت مشواره الدراسي.

وأبرز الفحلي الابن أنه لن ينسى غيرة أبيه المشتعلة على الوطن وهو يحثه على الإيمان بقدسيته، وكان يصغي إليه، بكل اهتمام، وهو يحكي عن مسيرته التعليمية، رفقة أستاذه الكبير والهرم الشامخ محمد المختار السوسي، كما كان يستمتع بقصصه ومغامراته المشوقة ضد المستعمر، التي كانت عبارة عن مضايقات واعتقالات تعسفية عاشها، بمعية رفاقه عبد الله إبراهيم وعلال الفاسي، وابن عمه أبي شعيب الدكالي، إضافة إلى مناضلين آخرين شكلوا نخبة من خيرة رجال البلد، الذين كان هدفهم المنشود هو الحفاظ على كرامة الفرد وانتمائه إلى وطنه بكل شرف وصدق.

وعن الباحث متفكر، قال الدكتور الفحلي إنه يبعث الروح في التاريخ المنسي لمراكش، هذا التاريخ الذي كاد أن يضيع ويتلاشى ويتبخر في غياهب النسيان} لكن، بصبر واجتهاد هذا الباحث الجليل، أصبحت دروب البحث الوعرة بساطا من حرير، قضى فيها الباحث سنوات، ليكتب عشرات الكتب القيمة التي ستبقى نبراسا مضيئا لكل الأجيال المراكشية والمغربية والعربية.

من جانبها، ألقت منال الفحلي، حفيدة الشاعر، قصيدة في حق جدها تشيد بمناقبه، خصوصا وطنيته ونضاله من أجل تحرير الوطن من ربقة الاستعمار الفرنسي.

بدوره، قدم الناقد عبد الرحمان الخرشي قراءة في الكتاب الموسوم بـ”من شعر أحمد شوقي الدكالي (الفحلي)”، موضحا أن الكاتب والبحاثة أحمد متفكر قد ضاعف الجهد لإخراجه مادة لا يستغني عنها باحث رصين في مجال الدراسة، بالرغم مما وقف في وجهه من صعوبة في الجمع وتدقيق استدعاه التقديم وسداد اقتضاه التعليق، مبرزا أن الباحث قد جمع خيوط وسدى هذا الكتاب كما حبك مادته من صميم تجربته البحثية الطويلة ومن فائق عنايته وصفاء ذوقه المتسق وحسه المترجم مع حس فني شفاف وأسلوب أثيل وعمق نقدي رصين ومنهج واضح المعالم.

أما الناقد محمد إكرام السباعي فبسط قراءة في الكتاب معنونة بـ”الشاعر أحمد شوقي الدكالي الفحلي وتجليات النبوغ”، ملقبا الباحث متفكر بمؤرخ الحضرة المراكشية، لكونه قد جعل من هذه المدينة قطب الرحى ومركز الثقل، حيث كتب عن أعلامها ومعالمها ونفض الغبار عن كثير من زواياها، ليغوص، بعد ذلك، في قاموسها مستخرجا الدرر والنفائس التي لولاه لطواها النسيان ولما حظي بحسنها وجمالها إنسان؛ من بينها كوكبة من شعراء مراكش التي أخرجها من الكمون إلى الظهور.

وبخصوص هذا الكتاب، موضوع اللقاء، قدم عبد الرزاق القاروني شهادة، أثناء مناقشة أعمال ومجريات هذا الملتقى، أكد فيها أن الشاعر الدكالي الفحلي كان مخلصا للقبه، فحلا ومتميزا في قرض الشعر؛ ما جعل الشيخ محمدا المختار السوسي يلقبه بـ”شوقي المغرب”. كما كان وطنيا كبيرا من الرعيل الأول، إضافة إلى أنه لم يحظ بالمواكبة الإعلامية التي تليق بقدره وعطائه الأدبي والشعري.

وبخصوص الباحث متفكر، أوضح القاروني أنه من أساتذته الأجلاء، الذين تتلمذ عليهم بسلك الثانوي التأهيلي، خلال بداية ثمانينيات القرن الماضي، وكانت له فرص عديدة لمواكبته إعلاميا، باللغتين العربية والفرنسية، في مجموعة من محطاته الفكرية والبحثية؛ بدءا بجريدة “لوبينيون” (الرأي)، الناطقة باللغة الفرنسية، سنة 1997، بمناسبة مساهمته القيمة في برنامج “ذاكرة المدن” للإعلامي الراحل عبد الحفيظ الرفاعي، ومرورا بمقالات ترصد وتعرف بمسار حياته وفكره بالنشرة الإخبارية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي. كما واكبه بمجموعة من المنابر الإعلامية الدولية والوطنية، مع بداية العقد الثاني من القرن الحالي، وانتهاء بتقديم قراءة لعدد من إصداراته الرصينة حول ثلة من الوجوه البارزة، في ميدان العلم والشعر المغربيين، عبر أعمدة الصحافة الوطنية والدولية، خلال السنوات القليلة الماضية، داعيا إلى مأسسة المشروع البحثي لمتفكر؛ حتى يشمل المزيد من الوجوه الثقافية المغربية التي يطالها النسيان، وحتى نضمن له الاستمرارية والمزيد من التوهج والإشعاع.

وفي الختام، تناول الباحث أحمد متفكر الكلمة ليشكر منظم هذا الحفل، الذي له الفضل في إخراج هذا المؤلف إلى النور، وفاء لما قدمه المرحوم والده من خدمات جليلة في الشعر والأدب والحركة الوطنية المغربية، وكذا كل المتدخلين والحضور في هذا اللقاء، متمنيا عقد لقاءات أخرى من هذا الصنف في مقبل الأيام.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *